" رأس الحكمة ؛ مخافة الله "

اهلا بكم بالحكمه .... الحكمه تأديب للمعرفه و معنى العدل والحق والاستقامه وتعطي الجاهل ذكاء وتعطي العالم تواضع وتعطي التقي رفعه وسمو ولا يسمع الحكمه عالم الا ازداد علما والزاهد ازداد زهد وهي رسالة الاباء للابناء

من مواضيع الحكمه

النقش العجيب



بسم الله الرحمن الرحيم




هذه اللوحة يرجع عمرها إلى ما يقرب من ثلاثة آلاف سنة، وهي مصنوعة من حجر البازلت الصلب، ويعتقد أنه عثر عليها في جنوب سوريا، أو خرائب اليهود في المدينة المنورة، وهي ربما تكون واحدة من القطع التي صنعها الجآن بأمر من نبي الله سليمان عليه السلام؛ حيث أن الوقائع التي تعبر عنها اللوحة من خلال الصورة لا يدركها إلا نبي يوحى إليه.

قال تعالى: " يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَٱلْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ٱعْمَلُوۤاْ آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ ٱلشَّكُورُ " سبأ الآية 13

واللوحة تحتوي على صورة مقطع جانبي أيمن لوجه نبي الله موسى عليه السلام، تشترك معه تسع صور أخرى يمكن رؤيتها كلما وضعت اللوحة في اتجاه مغاير، من هذه الصور التسع، صورة تمثل المسيح الدجال، ذلك الشر الذي حذر منه جميع الأنبياء أممهم، ولكن لم يصفه نبي لقومه كما وصفه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لأمته، حيث سيكون لهذه الأمة شرف الالتحام والاقتتال وجها لوجه مع ذلك الطاغوت الكبير.

صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: تغزون جزيرة العرب، فيفتحها الله عز وجل، ثم فارس، فيفتحها الله عز وجل، ثم تغزون الروم، فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله.

لقد كان يكفي الموحدين في الأزمنة السابقة أن يقال لهم: اجتنبوا الطاغوت.. أياً كان هذا الطاغوت، أما الآن وقد آن أوان خروج ( المسيح الدجال) ليزعم أنه الله، فقد صار مستوجبا على الذين يعبدون الله الواحد الأحد الذي في السماء معرفة شخص المسيح الدجال، وصورته، ومن أين سيخرج، ومن هم أتباعه...!؟.

هذه اللوحة الأثرية تتحدث عن موضوع وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم:- بأنه أخطر وأعظم أمر على وجه الأرض، منذ خلق الله آدم إلى قيام الساعة، ولقد قلت وما زلت بأن ظهور هذه اللوحة في هذا الوقت لهو آية من الله عز وجل.

ولو أن العالم افترض أن ما أقوله في تفسير وقراءة هذه اللوحة صحيحاً؛ لعلموا أن وراء الأكمة ما وراءها، ولأن الناس أعداء لما يجهلون، فقد رصدت منذ الإعلان عن اللوحة في المؤتمر التاسع للإتحاد العام للآثاريين العرب المنعقد في جامعة القاهرة في الفترة 11- 12نوفمبر 2006 ردودا عجيبة: فعلماء الآثار رفضوا قراءتي الدينية للوحة!! في حين أنهم لم يقدموا أي تفسير آخر لها، فهم بقصد أو بغير قصد غيبوا من عالم الآثار أخبار الموحدين من الأمم السابقة، وعدنا لا نسمع منهم إلا ذكر الآلهة !!! وغاب ذكر الله الواحد الأحد الذي في السماء....

وعلماء الدين المسلمون لا يهتمون كثيرا بالآثار، وربما اعتبرها بعضهم رجساً من عمل الشيطان!! و بين هؤلاء وألئك تم التفريط بموضوع هذا النقش العجيب.

على أية حال فإن العبرة في هذا النقش هي ليس عدد من يؤيدونه أو يعارضونه، و لكن العبرة في ما يحمله من نبوءات لن تستطيع أي جهة على وجه الأرض منع حدوثها .







المقدمه




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد: هذه اللوحة قطعة فنية فريدة من نوعها، بل ربما هي القطعة الوحيدة في العالم، التي تمتاز بهذا الكم الكبير من المشاهد، التي تمثل قصصاً دينية نجد لها موافقة في أعظم كتاب وهو القرآن الكريم، ولا تخلو التوراة من حديث عن بعض هذه المشاهد، كما يوجد في الإنجيل كذلك موافقة كبيرة لها. إن الفنان الذي قام بإبداع هذا العمل الفني الرائع على دراية وعلم وربما على اطلاع ومعاصرة لتلك الملاحم التي عاشتها شخصيات هذه اللوحة، وهو لم يتعامل مع هذه الوقائع كراوٍ أو مدونٍ لأحداث تاريخية فقط، بل أخرج عملاً أظهر فيه تعاطفاً واضحاً من جهة، ونقداً لاذعاً من جهة أخرى. هذه اللوحة ما زالت في المراحل الأولى من الظهور للعالم، وإننا نتوقع أن تكون الشغل الشاغل للنقاد والمتخصصين في علوم الآثار والمهتمين من جميع الفئات

إنني عندما شاهدت هذه اللوحة للمرة الأولى - وكانت آن ذاك عبارة عن قطعة أثرية تحتمل أن تكون أصيلة أو مزيفة - شدني بعد أن وُفِّقتُ لفك رموزها، ذلك الإبداع الذي قام به الفنان الصانع، وعرفت أن مبدعاً من هذا الطراز لا يُعقل أن يكون مزيفاً، ولو أراد أن يزيف فإنه من باب أولى أن يزيف ويقلد شيئاً معروفاً ومشهوراً، حتى يسهل عليه تمريره على الراغبين، لا أن يعمل لوحة شديدة التعقيد تحتوي على عشر صور متداخلة، بحيث إنه يصعب حتى على أهل الاختصاص في علوم الآثار التعرف إلى محتوياتها للوهلة الأولى، بل إن قراءة الحروف التي فيها استغرقت مدة وأخذت جهداً غير قليلين من الرجل الذي أشهد أنه أستاذٌ كبيرٌ وعالمٌ مخضرمٌ في علم اللغات القديمة وفقه اللغة، ألا وهو الأستاذ الدكتور/ يحيى عبابنة.

هذه اللوحة كان لي شرف تحليل رموزها للمرة الأولى، ومن الواضح أنه ليس لي أو لغيري إنكار ما تحتويه من رموز وجزئيات، ولكن سيكون هناك اختلاف في تفسير هذه الجزئيات. فقراءتي للوحة هي قراءة إسلامية، وقد قدمت دليلاً على تفسير كل جزء في هذه الجزئيات، وأقول إن الشخصية الأبرز في هذه الجزئيات، هي نبي الله موسى عليه السلام، والشخصية الثانية هي المسيح الدجال. ومن عنده تفسير آخر فليقدمه مع الدليل. وحال هذه القطعة الأثرية حال جميع الآثار في العالم، فهي جزء من إرث الأمم السابقة، وهي ملك للعالم أجمع، لكن هذه المنطقة من العالم ألا وهي البلاد العربية هي مصدر الديانات السماوية ولما كانت هذه القطعة تحكي قصة وبعداً دينياً، فإن أهل هذه المنطقة سيكون تفسيرهم لجزئياتها هو الأقرب للحقيقة، كما أن صانع اللوحة صنعها في هذه البلاد وضمنها أحرفاً من لسان أهل هذه البلاد، وهي أحرف ثمودية، وسريانية، وكنعانية. إنني في هذه الرسالة لا أتطرق كثيراً لشخصية نبي الله موسى عليه السلام، لأنه غني عن التعريف، ولكنني اجتهدت أن أُعَرِّف وأدلل على المسيح الدجال، لأنه أمرٌ مستقبلي وربما أننا أهل هذا الزمان سنشهد خروج هذا الحدث الكبير، وإنني أتمنى أن يتفجر من هذا الحجر الأثري نهرٌ أسميه (نهر فقه مواجهة الدجال) وهذه المسؤولية تقع على عاتق العلماء لأنهم ورثة الأنبياء. إن أمر خروج الدجال معروف عند الأمة الإسلامية حيث أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، ولكن العِلمَ بالشيء ليس كمعايشته (وليس الخبر كالمعاينة)، وإننا نلاحظ أن الخطباء والوعاظ والعلماء والدعاة قليلاً ما يتكلمون في أمر المسيح الدجال، على الرغم من خطورته، وإنني أحمد الله عز وجل الذي ساقني لهذا النقش، وهداني لتحليل رموزه، وأسأله سبحانه أن يتقبل مني هذا العمل وأن ينفع به المسلمين والعالم أجمع.




الموقع الاصلي  
















abuiyad