" رأس الحكمة ؛ مخافة الله "

اهلا بكم بالحكمه .... الحكمه تأديب للمعرفه و معنى العدل والحق والاستقامه وتعطي الجاهل ذكاء وتعطي العالم تواضع وتعطي التقي رفعه وسمو ولا يسمع الحكمه عالم الا ازداد علما والزاهد ازداد زهد وهي رسالة الاباء للابناء

من مواضيع الحكمه

الشرح والادله




الوجه الأول: الذي تُظهره اللوحة في الوضع (أ)، وهو وجه الرجل الباكي، الذي على خده أفعى وعنده رأس بقرة، أعتقد أن هذا الرجل هو نبي الله موسى عليه السلام، وذلك للأسباب التالية:


1-المهابة والقوة وضخامة الجسم التي يظهر فيها الرجل وذلك من خلال النقش، وهذا موافق لما جاء من وصف موسى عليه السلام أنه كان قوي البُنية، وهناك شواهد منها أنه قتل رجلاً بمجرد أن وكزه: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ} [القصص:15].

وكذلك عندما ورد ماء مدين ووجد امرأتين تذودان، فسألهما: لماذا لا تسقيان ماشيتكما؟ فقالتا: لا نسقي حتى يُصدر الرعاء، وأخبرتاه أن أباهُما شيخٌ كبيرٌ، فعمد إلى بئر آخر غير الذي يسقي منه الناس، وكان على هذا البئر إغلاق من حجر لا ينزعه إلا مجموعة من الرجال فنزعه بمفرده وسقا لهما غنمهما، لهذا قالت إحداهما لأبيها يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين، وأما قولها الأمين، لأنه عندما جاءت إحداهما وكانت مستحيية ودعته إلى بيت أبيها كي يكرموه جزاء ما سقى لهما، طلب منها أن تمشي خلفه وتدله على الطريق حتى لا يرى مفاتنها وهي تمشي أمامه: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ# فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ# فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ# قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}[القصص23-26].


وكذلك يبدو الرجل من خلال النقش فاتحاً فمه قليلاً وتسيل من عينه دمعات، ويؤول هذا على أنه يذكر الله تعالى ويبكي، وهذه أيضاً صفة من صفات موسى عليه السلام، حيث قال: {وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي# هَارُونَ أَخِي# اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي# وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي# كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا# وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا} [طه 29-34].
وجاء من صفات موسى عليه السلام في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك عندما رآه في الإسراء والمعراج من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:


((موسى آدمٌ طوالٌ كأنه من رجال شنوءَة)) [رواه البخاري]، (شنوءَة: قبيلة كانت في أقصى جنوب الجزيرة العربية، ومن صفاتهم أنهم غلاظٌ شداد فيهم طول القامة.).
ومن حديث آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((رأيت موسى وإذا هو رَجُلٌ ضَرْبٌ رَجِلٌ كأنه من رجال شنوءَة)) [رواه البخاري].


ومن حديثٍ آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:


((لقيت موسى فنعته فـإذا رَجُلٌ حسبته مُضطربٌ رَجِـلَ الرأس كأنه من رجـال شنوءَة)) [رواه البخاري].


وجاء من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قوله صلى الله عليه وسلم: ( وأما موسى فآدم جسيم سبط كأنه من رجال الزط ) [رواه البخاري].


إذن فوصف موسى عليه السلام في هذه الأحاديث النبوية الشريفة يفيد أنه رجلٌ أسمر اللون جسيم البدن من غير سُمنة وأنه متناسق الشعر وأنه ذو مهابة. والرجل الذي في النقش، والذي نقول أنه موسى عليه السلام، يبدو أنه جَسيمٌ طويل القامة، وهذا قياساً على ضخامة وطول الرأس الذي يظهر في النقش ، ويبدو شعر رأسه متناسقاً وتبدو عليه المهابة والقوة واضحة.
2 - لوجود الأفعى على خد موسى عليه السلام وذلك من خلال النقش وقصة موسى عليه السلام معروفة، عندما ألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين.
وموسى عليه السلام هو النبي الوحيد الذي كانت من معجزاته الأفعى، حيث تحولت عصاه أكثر من مرة إلى أفعى، وكانت هي سبب نصره على السحرة أمام فرعون: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى# قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى# قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى# فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى} [طه: 17-20]. {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ} [الشعراء:32]. {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 69]


3 - لوجـود رأس البقـرة في النقش مع صورة موسى عليه السلام، وقصـة البقرة معروفة عندمـا أمر موسى عليه السلام بني إسرائيل أن يذبحوا بقرة بأمـر من الله عز وجـل: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُـواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِـنَ الْجَاهِلِينَ} [البقرة:67].
وكان ذلك عندما قُتِل رجلٌ من بني إسرائيل، ولم يُعرف قاتله، فأمرهم الله أن يذبحوا بقرة ويأخذوا بعضاً منها ثم يضربوا به المقتول، ففعلوا ذلك، فأحيا الله المقتول وقال قتلني فلان ثم عاد فمات.
إذن فموسى عليه السلام هو النبي الذي كانت له علاقةٌ بذبح البقرة، ونلاحظ أن الصانع للنقش أظهر العظمتين اللّتين تظهران في الحلقوم عند ذبح الأنعام وهذا دلالة على أن البقرة مذبوحة.


4 - ولأن النقش إذا قُلب أظهر لنا رموزاً كانوا أعداء، أو عُصاة، أو محاربين لموسى عليه السلام. فصورة المصري الفرعوني إشارة إلى فرعون موسى، وقد كان فرعون يريد قتل موسى عليه السلام: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأرْضِ الْفَسَادَ} [غافر: 26].


وكذلك صورتا القرد الأعور والخنزير الأعور تشيران إلى الذين اقترفوا جريمة الاعتداء يوم السبت، وخالفوا أوامر الله عز وجل بعدم الصيد من البحر، وهم كذلك من بني إسرائيل:
{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [البقرة: 65].


{قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} [المائدة 60].
والمسيح الدجال عدو لجميع الأنبياء؛ منهم موسى عليه السلام.
إذن فهؤلاء جميعاً هم في معسكر الشر في قصة موسى عليه السلام، لذلك نقول إن الرجل الذي في الجانب الآخر من النقش هو موسى عليه السلام.
5 - تظهر اللوحة في وضعها الأفقي (د) عضواً ذكرياً وأمامه عضو أنثوي، أراد الصانع للنقش من خلال هذا المشهد التدليل على الفحولة والرجولة وذلك لأن ناساً من بني إسرائيل ألحقوا بموسى عليه السلام فرية تتعلق بذكوريته فبرأه الله مما قالوا، وهي قصة موسى عليه السلام عندما قال بنو إسرائيل عنه أنه آدر، أي أن خصيتاه قد كبرتا وانتفختا، وفي هذه الحالة يصير العضو الذكري غير ظاهرٍ بما يكفي لمباشرة الأنثى، وحيث أنه لم يذكر لموسى عليه السلام ذُرية، فكان اتهامهم وإلحاقهم هذه الفرية به. (لم يرد في كتب التفاسير أنه كان لموسى عليه السلام ذرية وقد قال: وكان في آخر حياته عندما رفض بنو إسرائيل دخول الأرض المقدسة:
{قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [المائدة:25]، ولو كانت له ذرية لذكرهم في هذا الدعاء.)


وقد جاء في تفسير هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا} [الأحزاب:69]، أن قومه عليه السلام قالوا عنه إنه آدر، فخرج ذات يوم يغتسل، فوضع ثوبه على صخرة فخرجت الصخرة تشتد بثوبه وخرج يتبعها عرياناً حتى انتهت به إلى مجالس بني إسرائيل، فرأوه ليس بآدر.(عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (( كان موسى عليه السلام رجلاً حيياً. قال: فكان لا يُرى مُتَجرداً، قال: فقال بنو إسرائيل: إنه آدرُ، قال: فاغتسل عند مُوَيه، فوضع ثوبه على حجر، فانطلق الحجر يسعى، واتّبعَهُ بعصاه يَضرِبُهُ: ثوبي حجر، ثوبي حجر! حتى وقف على ملأٍ من بني إسرائيل)) [رواه مسلم].)


6 - أخرج أ.د. يحيى عبابنة ثمانية احتمالات لترجمة الحروف التي تشكل شعر الرأس في حال كان النقش يُظهر موسى عليه السلام، أذكر منها ثلاثة أرى أنها الأقرب للحقيقة:




أ- طبن - لهع: والطبن والطبانية: الفطنة، ورجل طبن: أي فطن حاذق عالم بكل شيء( نشوان الحميري، ((شمس العلوم)) ، ص 4060)، وأما (لهع) أو (لهيع) فهو المسترسل في الكلام، أو المتفيهق فيه أو هو من فيه فتور أو كسل، (ابن منظور،((لسان العرب)) (لهع) (8/389))
ب- طبن - لسع: أي الرجل الفطن الحاذق العالم (الملسوع).
ج- طبن - لهج: وتعني: الرجل الفطن العالم الحاذق، الذي له علاقة باللسان، فاللهجة في اللغة طرف اللسان.(ابن منظور، ((لسان العرب)) (لهج) (2/419)) .



وهذه القراءات الثلاثة تشير بوضوح إلى موسى عليه السلام، لأنه كان نبياً مرسلاً عالماً حاذقاً من أولي العزم (جاء في تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ} [الزخرف:49]، أي: يا أيها العالم الكامل الحاذق. انظر: (تفسير الخازن) (6/137)، (معالم التنزيل) للبغوي، بهامش تفسير الخازن، (تفسير ابن كثير) (4/129)، والشوكاني في (فتح القدير) (4/559).) وكان همه تبليغ رسالة ربه عز وجل، وكان في لسانه فتور وعقدة تمنعه من أداء الرسالة بيسر وسهولة وقد قال: {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي# وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي# وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي#يَفْقَهُوا قَوْلِي} [طه: 25-28]، وقال أيضاً: {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ} [القصص 34].


وقد جاء في الروايات أن موسى عليه السلام عندما كان طفلاً صغيراً يتربى في قصر فرعون شد لحيته بقوة فأراد فرعون أن يذبحه لأنه يرى هلاكه على يد هذا الطفل، فقالت له امرأته آسية: لا تقتله إنه طفل لا يفرق بين التمرة والجمرة، فوضعوا له تمرة وجمرة، فأخذ الجمرة بتوفيق من الله عز وجل فوضعها في فمه فلُسع لسانه، فكان في لسانه عليه السلام لثغة، وقد قال فرعون لقومه عندما جاءهم موسى عليه السلام بالرسالة من الله عز وجل: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ} [الزخرف:52]. إذن فهذا الرجل الذي في النقش كتب فوق رأسه، أنه عالمٌ، حاذقٌ، في لسانه ثِقَلٌ وفتور أو لَسعَة، وفي هذه الحالة يكون معروفاً أنه موسى عليه السلام.


وهذا شيء متبع ومعروف فكثيراً ما يطلق على الشخص اسم صفةٍ فيه لتدل عليه، فمثلاً لو قلنا ((أبو البشر)) فسيكون المقصود آدم عليه السلام ولو قلنا «خليل الله» فسيكون المقصود إبراهيم عليه السلام، ولو قلنا «الصادق الأمين» أو «خاتم النبيين» فسيكون المقصود محمد صلى الله عليه وسلم. والأمثلة على ذلك كثيرة.


ولهذه الأدلة الستة التي قدمتها؛ أعتقد أن هذا الرجل هو نبي الله موسى عليه السلام.




* الوجه الثاني: الذي تظهره اللوحة في الوضع (ب) وهو الشاب صاحب العين الواحدة، أعتقد أنه المسيح الدجال الذي أخبرنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك للأسباب التالية:


1- لأن جميع الأنبياء حذروا أممهم الدجال، قال صلى الله عليه وسلم : «إن الله لم يبعث نبياً إلا وحذر أمته الدجال ..... » [رواه مسلم].
وهناك قول أن السامري الذي أضل بني إسرائيل في زمن موسى عليه السلام هو الدجال، ولكن ليس ذلك هو خروجه الذي يزعم فيه أنه الله، وسوف نتطرق لهذا بالتفصيل بعد قليل، وعليه فإن وجود صورة تمثل المسيح الدجال في هذه اللوحة الأثرية له ما يسوِّغه.
2- لقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال وصفاً دقيقاً، بل وبأدق التفاصيل، وإن هذه الأوصاف تنطبق تماماً مع ما هو موجود في صورة الشاب صاحب العين الواحدة، الذي نقول إنه الدجال، وهذا يتضح جلياً لمن يشاهد النقش ويقارنه مع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم:


أ- فقد ورد في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنهما، الذي رواه الإمام مسلم في «صحيحه»: «إنه شابٌ قطط»، ويبدو الدجال في النقش شاب في العقد الرابع تقريباً..
ب- وورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، في صفة جبهة الدجال أنه [أجلى] كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنهما الذي رواه الإمام أحمد في «مسنده»، وهذا يظهر في النقش أن جبهة الدجال عريضة.
ج- وأورد الإمام مسلم فـي «صحيحه» من حديث أنس بن مالـك رضي الله عنهما أنه مكتوب بين عينيـه (ك ف ر). وهذا موجود كذلك في النقش، وهي عبارة عن علامة بارزة في جبهة الدجال.
د- وجاء من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند الطبراني: «كأن شعره أغصان شجرة». وهذا يظهر جلياً في تصوير شعر الدجال من خلال النقش.
هـ- ووقع عند الطبراني وأحمد من حديث عبد الله بن مغفل وسمرة بن جندب رضي الله عنهما: «أعور عينه اليسرى بعينه اليمنى ظفرة غليظة». والعين التي تظهر للدجال في النقش هي اليمنى وعليها ظفرة غليظة.
و- وعند البزار من حديث الفلتان بن عاصم رضي الله عنهما: «عريض النحر». وهذا يتضح جلياً في النقش بأن رقبة الدجال عريضة.

3- أخرج أ.د يحيى عبابنة خمسة احتمالات لترجمة الحروف التي تشكل شعر لحية الدجال في النقش، أذكر منها اثنين أرى أنهما الأقرب للحقيقة:

أ- جهل - نسب: أي الرجل الذي يُجهل نسبه فلا يُعرف نسبه ولا يُعرف أبوه.
ب-

جهل - نبح: أي الذي صفته كالكلب النابح.




وهاتان القراءتان تتفقان مع حالة المسيح الدجال من حيث عدم معرفة نسبه ومن حيث إن مثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث، لأن الله عز وجل أعطى المسيح الدجال قدرات فسخرها للشر. لهذه الأدلة التي قدمتها أقول إن هذا الرجل هو المسيح الدجال.


- الصورة التي تظهرها اللوحة عند وضعها أفقياً في الوضع (ج) أعتقد أنها رأس شيطان على كرسي، هذه الحالة كذلك موجودة في قصة سليمان عليه السلام في قول الله عز وجل:{وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ} [ص:34]. وقد جاء في تفسير هذه الآية أن سليمان عليه السلام ابتُلي بأن استولى شيطان على مُلكه وجلس على كرسيه مدة أربعين يوماً، ثم رد الله عز وجل له مُلكه، وعاقب سليمانُ عليه السلام ذلك الشيطان وحبسه في البحر، وسأل سليمان عليه السلام ربه أن يعطيه مُلكاً لا ينبغي لأحد من بعده: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} [ص35] أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن عفريتاً من الجن جعل يتفلت عليَّ البارحة ليقطع عليَّ صلاتي، وإن الله أمكنني منه فلقد هممت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا فتنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخي سليمان: وهب لي مُلكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدي».


- وما نشاهده في هذه الجزئية من النقش هو رأس له قرن ووجهه قبيح، وقد ذكر الله عز وجل أن ثمر شجرة الزقوم الذي هو طعام أهل النار قبيح كأنه رؤوس الشياطين: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ} [الصافات 65].
- وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن للشيطان قرن حيث قال: «ألا إن الفتنة ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان» [رواه البخاري].


- هذا النقش وبعد أخذ رأي كثير من المتخصصين في علوم الآثار من مختلف دول العالم؛ أجمعوا على أنه حالة غير مسبوقة في عالم الآثار. لذلك أعتقد أن هذا النقش من عمل الجن لسليمان عليه السلام. وإن صح هذا القول فسيكون الجني الصانع لهذا النقش قد عاصَر موسى عليه السلام وشهد الأحداث التي عاشها بنو إسرائيل في زمن موسى عليه السلام وبعده.


- وقد أورد الزمخشري في تفسير قول الله عز وجل: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ} [سبأ:13]. أن التماثيل هي صور الملائكة والنبيين والصالحين كانت تعمل في المساجد من نحاس وصفر وزجاج ورخام ليراها الناس فيعبدوا نحو عبادتهم.


- ومن المعلوم أن الجن يُعمَّرون أعماراً طويلة، وكذلك فإن المسافة الزمنية التي بين موسى وسليمان عليهما السلام، ليست بعيدة، فقد مات نبي الله موسى عليه السلام بعد أن رفض بنو إسرائيل دخول فلسطين على القوم الجبارين، وقالوا لموسى عليه السلام اذهب أنت وربك فقاتِلا إنا هاهنا قاعدون. وحرمها الله عليهم أربعين سنة وتاهوا في الأرض ثم تمكنوا من الدخول مع يوشع بن نون ولكنهم ما لبثوا أن أُخرجوا وطُردوا فبعث الله لهم نبياً جعل عليهم ملكاً اسمه طالوت، وكان في جيش طالوت نبيُ الله داود عليه السلام، وقتَلَ داود عليه السلام جالوت قائد الكنعانيين، وحيث أن سليمان هو ابن داود عليهما السلام تكون المدة الزمنية التي بين موسى وسليمان عليهما السلام هي فترة وجيزة (جاء في كتاب "الارتباط الزمني والعقائدي بين الأنبياء والرسل" للدكتور ا لحاج محمد وصفي أن المسافة الزمنية بين موسى وسليمان عليهما السلام هي مائة وتسعون سنة.).


- ونلاحظ أن سليمان عليه السلام أمر الجن بعمل التماثيل وليس الإنس وذلك لأن قدراتهم أعلى من قُدرات الإنس، ومما نلاحظه أن هذا النقش الذي بين أيدينا فيه ميزة عجيبة؛ وهي أن الناظر له لا يرى فيه جميع الصور بسبب تداخلها إلا إذا أمعن النظر لفترة غير وجيزة، أو وجد من يشرح له محتويات النقش



كانت هذه قراءة صورية للنقش وتحليلاً لمحتوياته، ولكن قبل أن نتركه، أود أن أعلق على بعض المعاني التي ترمز لها الصور فيه، فيمكننا أن نقول إن النقش فيه وجهان رئيسيـان: وجه الخير موسى عليه السلام، تشترك معه رموزاً كانت في حياته سخرت للخير؛ الأفعى، التي أبطل الله عز وجل بها كيد السحرة، والبقرة، التي أظهر الله عز وجل بها ما خفي من جريمة القتل، التي وقعت في زمن موسى عليه السلام، ومن ثم وجه الشر المسيح الدجال عدو جميع الأنبياء عليهم السلام، تشترك معه رموز الشر. فصورة العقرب رمز للشر، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم العقرب وأمر بقتله في الحل والحرم.


ويظهر في مؤخر رأس الدجال رأس قرد أعور العين اليسرى، وأسفل القرد وجه خنزير أعور العين اليسرى، أراد الصانع للنقش من خلالهما أن يدلل على صفات الدجال وأتباعه الذين سيؤمنون به.
وصورة المصري الفرعوني في النقش تدل على فرعون موسى عليه السلام، ونلاحظ أن القرد الأعور يكون في رأس فرعون كما في رأس الدجال وذلك من خلال النقش، فيكون الصانع للنقش قد ألحق فرعون بالدجال وذلك من حيث أنهما دعاة للشر.


كانت هذه رؤيتي لهذا النقش وتحليلي لمحتوياته وإنني أعد هذا جهد المُقل في تحليل هذا النقش الفريد من نوعه، وأنه سيكون هناك أناس آخرون وباحثون متخصصون، يقدمون شروحات أوفى ويكتشفون في هذا النقش ما لم أستطع أن أراه أو أكتشفه.


وإنني أذكّر هنا أن هذا النقش لا يُعلم على وجه التحديد مكان العثور عليه، ولكن المعلومات القليلة تشير إلى (أذرعات) في جنوب سوريا، وقد أورد ابن كثير في تفسير سورة الحشر أن النبي صلى الله عليه وسلم
أجلى يهود بني النضير إلى أذرعات من أعالي الشام، فربما أن هذا النقش كان من مقتنيات اليهود في المدينة المنورة، ونُقل معهم إلى أذرعات حين أجلاهم الرسول صلى الله عليه وسلم.


مما نلاحظه في هذه اللوحة أن هذا النمط من الفن لا نجد له شبيهاً في عالم الآثار على الإطلاق إذ ليس هناك عمل فني استطاع الصانع أن يجعل فيه هذا الكم الكبير من الصور في صورة واحدة بحيث أنه استخدم الجزء الواحد لأكثر من غرض فكان كل جزء في الصورة محسوب بعناية دقيقة ليراه الناظر في صورة أخرى عندما توضع اللوحة في إتجاه مغاير. وهذه الصور لم تأت عشوائية ولكنها شكلت قصة وملحمة. ونحن لو قارنا هذه اللوحة التي بين أيدينا بلوحات أخرى مثل (الموناليزا) التي وقف العالم أمامها طويلاً متأملا ومتعجباً حتى صارت مثلاً ، لوجدنا الوقوف و التأمل أولى في هذه اللوحة العجيبة. فإذا أضفنا لها البعد الديني وهو أمر يخص أتباع الديانات السماوية الثلاث الكبرى ، فسنجد أنفسنا أمام آية من آيات الله عز وجل في القرن الواحد والعشرين


والآن وبعد أن كان للإتحاد العام للآثاريين العرب موقف مشرّف مع هذه اللوحة وذلك عبر سماحه بالإعلان عنها في مؤتمره التاسع الذي عقد في القاهرة في الفترة (11-12 نوفمبر 2006):







مما تمخّض عنه تشكيل لجنة من الإتحاد بالتعاون مع المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية، وأعضاء اللجنة هم السادة:


1 أ. د محمد محمد الكحلاوي الأمين العام للإتحاد. رئيسا للجنة
2- أ. د عبد الفتاح السعيد البنا/ نائب مدير مركز صيانة الآثار (كلية الآثار)، جامعة القاهرة.
3- أ. د مصطفى محمود العزبي/ مدرس بكلية الفنون الجميلة، قسم النحت، عضو نقابة الفنانين التشكيليين.
4- م. محمد مهران عبد السميع/مدير معمل الكربون المشع (14) بالمعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية.



حيث عاين السادة العلماء أعضاء اللجنة اللوحة في محل وجودها بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتم أخذ عينات وأرسلت إلى أوروبا حيث أجريت فحوص مخبرية بالكربون المشع (14) فجاءت جميع التقارير العربية والأوروبية تؤكد بأن اللوحة قطعة أثرية أصيلة ، وهنا يبرز السؤال الكبير وهو: هل هذا الرجل الذي في اللوحة هو نبي الله موسى عليه السلام والصورة التي في الإتجاه المعاكس تمثل المسيح الدجال ؟.


أقول نعم، هي كذلك ومرجعيتي القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة ففيهما وصف دقيق للأنبياء والرسل عليهم السلام وأن أوصاف موسى عليه السلام تنطبق تماماً مع ما هو موجود في اللوحة. والأدلة التي قدمتها قوية ولا أظن أنه سيوفق أحد لنقضها.


إنني أدعو العلماء والمثقفين للاطلاع على اللوحة ومضمونها واستخلاص العبر منها وأرجو ألا ندير ظهورنا في العالم الإسلامي لها ربما بمنطق من يرى أن علم الآثار رجس من عمل الشيطان وهذا مخالف لأمر الله عز وجل حيث أُمرنا في غير موضع من القرآن الكريم بالنظر والتأمل في آثار الأمم السابقة، أو ربما بمنطق من يقول بأن الأنبياء لهم قدسية ولا يجوز تصويرهم.
نقول نعم، هذا صحيح ولكننا هنا أمام لوحة أثرية نحن لم نصنعها ولم ننحتها كما فعل (مايكل أنجلو) الذي نحت تمثالاً من نسج خياله وزعم أنه لنبي الله موسى عليه السلام، ونحن لم نرسم الأنبياء عليهم السلام في تصاوير مشينة كما فعل أهل الدنمرك وغيرهم.


نحن نقدس الأنبياء ونجلهم عليهم السلام ولكن هذا لا يمنعنا من قراءة اللوحة قراءة صحيحة إذا كانت تخص نبياً من أنبياء الله تعالى وقد صرح القرآن الكريم بأن نبي الله سليمان عليه السلام كان يأمر بصناعة التماثيل، وثبت عند رواة الحديث أن الصحابة رضي الله عنهم شاهدوا في الشام عند (هرقل) صوراً للأنبياء عليهم السلام .أو لعلنا ندير لهذه اللوحة ظهورنا بحجة أن القرآن الكريم فيه ما يغنينا عنها . وهل إذا وجدنا شيئاً يوافق ما جاء في القرآن الكريم علينا أن نرفضه ونُعرض عنه، وبهذا المنطق علينا أن نعرض عن جثة فرعون بعد غرقه حيث قال الله عز وجل أنها آية وأن سفينة نوح عليه السلام آية للعالمين.


أيها السادة: هذه اللوحة آية من الله عز وجل في هذا الزمان ولعل فيها ردا على أولئك الذين يعتدون على الأنبياء عبر تصويرهم في تصاوير مشينة. فأخرج الله عز وجل لهم الصور الحقيقية للأنبياء متمثلة في صورة نبي الله موسى عليه السلام، وفي الجهة المقابلة من اللوحة صورة تمثل المسيح الدجال عدو جميع الأنبياء، ولعل الذين سيكونون أتباعه هم من يعتدون على الأنبياء وفقدوا كل خلق حسن وفضيلة.


أيها السادة: إذا كان محمد صلي الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء والرسل فهذا لا يعنى أن عصر الأنبياء قد إنتهى فنحن على موعد مع نبي الله عيسى عليه السلام سينزل إلينا حكماً عدلاً كما أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإذا كنا لا نعلم التوقيت الدقيق لهذا الحدث ، فإن دائرة الذهن والذاكرة عندنا سليمة والحمد لله بحيث نستطيع تحديد موقعنا الزمني من أحداث آخر الزمان وذلك من خلال أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومما يؤسف له أن علماء المسلمين لا يولون مسألة أحداث أخر الزمان أهمية كما تستحق!! في الوقت الذي يتابعها غيرنا متابعة دقيقة بل ويعتقدون حسب مرجعياتهم أنهم يستطيعون تسريع الوصول إليها .


أيها السادة: إن موضوع هذه اللوحة خطير بل هو من أخطر المواضيع على الإطلاق. فقضية عيسى عليه السلام ملف لم يغلق!! وبعض الذين يزعمون أنهم أتباعه وأنصاره في العالم الغربي يشنون اليوم حروباً مدمرة وربما سيسوقون البشرية لمحرقة كبرى، وذلك بحجة تسريع عودة المسيح.


وإن مما قاله الرئيس الأمريكي رونالد ريجان في البيت الأبيض سنة 1985 (إنني مؤمن من كل قلبي أن الله يرعى أناساً مثلي ومثلكم لإعداد العالم لعودة ملك الملوك وسيد الأسياد) [النبوءة والسياسة – غريس هالسل (صفحة 194)].
وفي الزمن القريب خرج علينا الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن ليقول: أن الرب هو الذي يسير خطاه أو أنه يستوحي الأوامر من الرب ، وأن الحروب التي يشنها حروب صليبية. ونحن نتساءل أيُّ ربٍ هذا الذي يسير خطى الرئيس الملهم ؟!!
أيها السادة: إن وجود المسيح الدجال في هذه اللوحة الأثرية لهو أشارة كبرى للأحداث الساخنة التي سيشهدها العالم بأسره ومنطقتنا بالتحديد . حيث سيسبق نزول عيسى بن مريم عليه السلام خروج رجل خطير ذو قدرات كبيرة وسينشىء نظاما عالميا جديدا يوحد فيه كل الديانات الوثنية والإلحادية والتوحيدية لينصب نفسه إلهاً عالمياً للبشرية جمعاء وسينجح في ذلك وسيكون الحصار والجوع نصيب من لم يوافقه ويطيعه، إنه (المسيح الدجال) صاحب أعظم فتنه في تاريخ البشرية ويمكننا أن نتخيل ما سوف يفعله ذلك الرجل إذا نظرنا إلى ما فعله دجال صغير أطلق مقولة هي (لا إله والحياة مادة) إنه كارل ماركس الذي وضع النظام الشيوعي فأنقلب سواد عظيم من البشر عن دينهم وأتبعوه، وقامت له إمبراطورية عظمى .


لقد أخرج الله سبحانه وتعالى هذا الحجر الأثري ليكون صرخة تنبه العالم لذلك الخطر القادم والذي نعتقد أنه بات قريباً ، وعندنا في إرثنا الإسلامي ما يؤكد ذلك .


وأخيراً أتوجه بالشكر والتقدير إلى جميع الذين أعجبوا بهذا الحجر الأثري الفريد من نوعه وأتوجه بالشكر والتقدير والاحترام إلى الذين عارضوني من الآثاريين ، ولا ألومهم لأن هذا الحدث لا سابق له ، وعلم الآثار يقوم على التوصيف والتحليل وليس على التشخيص ، ولما كانت هذه الصورة تخص نبيا من الأنبياء عليهم السلام فإن علماء الآثار لا يستطيعون تشخيصها لأن وصف الأنبياء والرسل موجود في الكتب السماوية وفي الأحاديث النبوية المشرفة، وأما علماء الآثار والأرشيف الأثري فليس عندهم شيء من ذلك .


أيها السادة: هذه التحفة الأثرية موجودة في ملكية خاصة بدولة الأمارات العربية المتحدة والمطلوب ليس شرائها من أصحابها ولكن المطلوب هو احترام هذا الأثر العجيب عبر وضعه في متحف محترم يليق به.
وإنني أضم صوتي لتلك الأصوات الكريمة التي نادت بأن توضع اللوحة تحت إشراف الجامعة العربية عبر لجانها الثقافية.



الموقع الاصلي
abuiyad